بلقيسُ !
يا سيدةَ النّسآءِ
أجيْبينيْ :
هَلْ تشعُرينَ أنينيْ ؟
هَلْ تدركِينَ حنينِيْ ؟
و بأنّني مقْتولةٌ
يتقآسم المتسوّلونَ عجآف سنيني
و بأنّني مقْتولةٌ
يمشيْ المتعكّزونَ هوناً
على جرحٍ متخثّرٍ يكْوينيْ
و بأنّني مقْتولةٌ
لآ رثاء اليومَ
و لآ دمعاً جارياً يبكينيْ
سوى أنّنيْ أكتبُ إليكِ
يا بلقيسُ
إننيّْ أكتبُ إليكِ
فانفُضيْ عنكِ التُرآبَ
و استدعي الحيآةَ و قوميْ
قولي لهم : يكفيْ !
صنعآءُ مذبوحةٌ تبكيْ
و أرضُنآ شبعتْ جُثث
و ارتوتْ سُكْراً دمآءْ
و أرضُنآ سئمتْ حروباً
و لم تعد تريد سوى خبزٍ و مآءْ
و صكّاً للسجودِ
لربّ العرشِ في أعلى سماءْ
و صكّاً للكلآمِ
يمنحُ الصمتَ حقاً بأنْ يتكلّما
و يقتُل الخوفَ فينا
و يقتُل القهرَ فينا
و يقتُل الجوعَ فينا
إن يوماً نمَا !
يا بلقيسُ
ثم توقفي لحظتينْ
بحق كُلّ مآ يجمعُنا
فقط .. لحظتينْ
و أخبريني : هَلْ ترينْ ؟
على أرصفةٍ الرحيلِ .. ثكلىْ
تنوحُ بِـ ( آهـِ ) الأسىْ
كيمآ تسقيْ ورودَ الفقدِ
كلّ حزنٍ .. دمعَتينْ
و هلْ ترينْ ؟
كيفَ تقبّلُ تحت الثرىَ ذكرىْ ابنها
ذاك الشهيدْ
و تصرخُ في سكونِ الكونِ
لمْ يكنْ أبداً يريدْ
سوى وطنٍ يحتويهِ كحُضنِها
لم يكنْ أبداً يريدْ
سوى حُلمٍ يكحّلُ بالسعادةِ جفنها
لم يكنْ أبداً يريدْ
سوى أمنيةٍ مشروعةٍ
صُلِبَتْ بينَ عينيهِ غدراً
و بلا خجلٍ
و بلا أسفٍ
عبر منآبرِ العارِ
أعلنَ القاتلون حدادهُمْ
و حضورهُم مراسمَ دفنِها !
يا بلقيسُ
و أخبريني : الآنَ هل تُدركين ؟
كم بيْ من حنينْ
ليمنٍ يمسحُ الدمعَ من علىْ أوجانها
و هل حقاً تكترثين َ ؟
لحُزنيْ و حزنِ صنعاءَ و حُزنِها
ثم عودي إن شئتيْ و نامي
و دعيني يا بلقيسُ
دعيني أصدحُ في الفضاءاتِ البعيدة
ليسَ يؤلمُ الحُبلىْ بالأمآنيْ
غير مخاضٍ عسيرٍ
يرى بعدهُ النورَ وجهُ جنينِها !
* مخرجْ :
إلى وطنيْ : عندما يستقيمُ نبضُكَ ... أموتُأنا
